إن إهمالك فى حق طفلك الآن يحوله لمُعاق فى المستقبل.
Table of Content
إن إهمالك فى حق طفلك الآن يحوله لمُعاق فى المستقبل.
(خطورة الهاتف على رقبة الطفل و ظهره و نموه و مشيته.)
ـــــــــ
كطبيب فى الصباح أرى مئات الأطفال فى الطريق للمدرسة مشياً, بعيداً عن مشاكل المشى, فمشية الكثير منهم تقول كل شئ: أنهم يستخدمون الهاتف كثيراً, و الآباء مهملون و مقصرون فى المنزل و يجهلون خطورة هذا على حياة الطفل, أرى رقاباً مقوسه مائلة للأمام, مشيات مُتعرجة غير مستوية, أكتافة مدورة Rounded Shoulders و الأخطر عدم تركيز بالمرة للمحيط Unaware of surroundings, بل البعض يتكعبل و هو يتدحرج عندما يصعد درجة واحدة على رصيف.
طبعاً ناهيك عن مشاكل النظر و الرؤية و مشية البطة Duck Gait التى أشهدها بكثافة هذه الأيام حتى بين الراشدين.
منذ سنوات بدأت بملاحظة هذه الظواهر خصوصاً بين الأطفال و عزيتها حينها لنقص اهتمام الأكل بالتريض و لامبالاة هؤلاء الأطفال بالرياضة أو تنشيط الجسد خصوصاً عدم وجود الأمثلة الحية أمامهم فالأب منشغل و الأم بطبعها مُقصرة, خصوصاً فى حياة المُدن.
و لكن هذه الأيام لها تُبعات أخرى أكبر و أخطر, فهذه المشاكل التى تبدوا سهلة و بسيطة الحلول فى بعض الأحيان ليست كذلك بل مُعظم حل المشكلة يكون فى عملية انضباط على المستوى الشخصى و الأسرى و هذا ما لم و ربما لن يحظى به هؤلاء المساكين بسبب عدم توفره أصلاً فى منازلهم و بيئتهم فالإنضباط و الإلتزام عادة محل سخرية فى هذه البيئات الشرقصية, فلا تستطيع أن تقنع سمكة لم تخرج من الماء بوجود الصحراء.
أما عن التبعات لاحقاً لهذا المشاكل خصوصاً مشاكل الخطوة الغير صحية, فهى ستكون مصحوبة بمشاكل فى مفاصل الركبة و الكاحل لاحقاً يصعب اصلاحها خصوصاً لمن سيزيد وزنهم عن الحد الطبيعى, و بالنسبة للفتيات ستكون هناك مشاكل أخرى متنوعة فى الحمل و الولادة خصوصاً عند زيادة الوزن, فالأنثى فى بعض البيئات الشرقية ستهمل نفسها تماماً بمجرد الزواج, و هذه مصيبة أخرى.
طبعاً لا داعى لذكر تبعات و عواقب مشاكل الرؤية, نعم فهذا سيؤثر لاحقاً لا محالة على الرؤية و جودة النظر للطفل و المراهق لاحقاً.
إن إهمال الأهل فى حق الطفل الآن قد يُعد سطحياً و لكنه جريمة كبرى فتبعاتها ستتكالب على الطفل لتجعله كهلاً فى العشرينيات.
على الهاتف ابنك لن يتعلم شيئاً ينفعه, لن يتعلم برمجة حقيقية أو تصميماً, لن يستطيع أن يقرأ أكثر من سطور بصقات السويشال ميديا السريعة القصيرة ليصيبه الملل إن زاد عدد الكلمات عن خمسين, على الهاتف سيتعلم الحكم على الأشياء بسرعة’ فلن يكون قاصر البصر فقط بل قاصر البصيرة, و لكننا الآن لسنا بصدد الحديث عن التبعات النفسية و العقلية و السلوطية للحصار الهاتفى لطفلك, بل الأضرار الجسدية العظمية و العضلية.
إن إهمالك فى حق طفلك الآن يحوله لمُعاق فى المستقبل.