هل أنت تتحدث مع بوت؟ كيف تعرف أن الذكاء الاصطناعي قد وصل بالفعل – 7 علامات!
Table of Content
أتذكر الأيام التي كانت فيها برمجة بوت بسيط على برنامج MSN Messenger مجرد تجربة ممتعة. في عام 2002، قمت بإنشاء بوت كان قادرًا على التحدث مع أصدقائي، يسأل عن يومهم، ويذكر مواضيع سبق الحديث عنها، بل وحتى يذكّرهم بأمتحاناتهم القادمة أو الأفلام التي نخطط لمشاهدتها. وفي الوقت الذي كانوا فيه منشغلين بالدردشة مع بوتي، كنت أذهب إلى منازلهم وأقرع الباب فجأة. كنت أحب رؤية الحيرة على وجوههم كل مرة يحدث ذلك!
بعضهم ظن أن حسابي قد تم اختراقه لأنهم لم يتمكنوا من التمييز بين البوت والبشر. بدا هذا الأمر بدائيًا مقارنة بما لدينا اليوم، لكنه كان فعالًا جدًا.
الآن، كطبيب بشري، ومبرمج، ورئيس نادي الذكاء الاصطناعي المحلي، أرى مدى التطور الذي طرأ على هذه الأدوات، وكيف أصبح بعضها خطيرًا بشكل متزايد. مؤخرًا، منذ نشر كتابي، بدأت تصلني رسائل غريبة من حسابات تدعي أنها تريد مساعدتي في الترويج لكتابي عبر منصات مختلفة. تبدأ المحادثات بصوت إنساني، مشوقة، بل وحتى تعاطفية. ولكن بمجرد أن تحاول التعمق، أو تطرح سؤالًا عاطفيًا، أو تحاول بناء حوار ذي مغزى، تبدأ الشقوق بالظهور.
هذا ليس مجرد بوتات بسيطة بعد الآن. العديد منها مدعوم بتقنية الذكاء الاصطناعي المتقدم، ومصمم ليس للتواصل الحقيقي، بل لتحقيق مكاسب. غالبًا ما تكون لدى مُنشئيها دوافع أنانية: الاشتراكات، والمبيعات، أو أشياء أسوأ (مثل الابتزاز). لقد قمت باختبار العديد منهم باستخدام أساليب طورتها خلال أيام تجاربي الأولى مع البوتيات، وكذلك أثناء إجراء اختبارات نفسية ضد أنظمة الدعم الآلي القائمة على الذكاء الاصطناعي. ومعظمها انهار بمجرد الضغط عليه.
إذن، كيف يمكنك التعرف على بوت مدعوم بالذكاء الاصطناعي اليوم؟
هنا 7 علامات يجب أن تنتبه لها:
- يتكرر أو يتجنب الإجابة المباشرة
عندما تطرح سؤالًا يتطلب تفصيلًا أو سياقًا، غالبًا ما يلجأ البوت إلى إعادة صياغة كلماتك أو استخدام عبارات عامة دون تقديم أي جديد حقيقي. - العمق العاطفي مفقود
قد يبدو أن اللغة مستخدمة بشكل تعاطفي، لكن لا يوجد اتساق أو استمرارية في الاستجابة العاطفية. يمكن للبوت أن يقلد التعاطف، لكنه لا يستطيع الحفاظ عليه عند مواجهته بقصة شخصية تتطلب ذكاءً عاطفيًا حقيقيًا. - التحويل السريع نحو البيع أو الترويج
تبدأ المحادثة بصيغة داعمة أو شخصية، لكنها سرعان ما تنحرف نحو بيع شيء ما، أو التوصية بخدمة، أو تشجيعك على الاشتراك، أحيانًا بطريقة خفية، وأحيانًا أخرى بشكل مباشر وعنيف. - تجاهل الأسئلة المعقدة أو تخطيها
عندما تسأل شيئًا معقدًا أو متعدد الطبقات، خاصة إذا كان مرتبطًا بمحادثات سابقة، غالبًا ما يتجاهل البوت السؤال أو يستجيب بمحتوى غير ذي علاقة. فهو يفتقر إلى الذاكرة والتماسك لما بعد بضع سطور فقط. - الردود تبدو مكتوبة مسبقًا وليس طفيفة
قد يستخدم البوت قواعد نحوية صحيحة ومفردات دقيقة، لكن لهجة التواصل تشعرك بأنها مُعدة مسبقًا. لا يوجد تردد، ولا فضول، ولا انفعال حقيقي، فقط توصيل سلس لنماذج تم تغذيتها مسبقًا. - لا يشارك في التفكير الفوري
اطلب منه حل لغز بسيط، أو إنشاء شيء أصلي مثل قصيدة قصيرة تعتمد على حياتك، وستلاحظ تعثره. البشر ي Improvise، بينما البوتيات تعيد إنتاج ما تم تغذيته بها. - الشخصية لا تتطور
يتغير البشر بمرور الوقت قليلًا — سواء في النكتة، أو الاهتمامات، أو حتى الآراء. أما البوتيات فتبقي نفسها ثابتة. إذا لاحظت أنه بعد أسابيع من المحادثة مع نفس الحساب لا يوجد تطور في الشخصية أو المعرفة، فمن المرجح أنه اصطناعي.
ملاحظة أخيرة:
كمَن سلك كلا الجانبين من هذه التجربة الرقمية — كمنشئ بوتيات، ومهندس أوتوميشن، وحارس للتفاعل البشري الأصيل — أدعو الجميع إلى اليقظة. الذكاء الاصطناعي قوي، نعم، لكنه أيضًا يتم تسليحه. ليست كل البوتيات ضارة، لكن الكثير منها مصمم ليُضلل.
إذا شعرت يومًا بالشك، فاجئ الطرف الآخر. اطرح شيئًا شخصيًا، أو غير متوقع، أو يحمل بُعدًا عاطفيًا. إذا كانت الإجابة تفتقر إلى الدفء، أو التفاصيل، أو التلقائية، فأنت على الأرجح تتحدث إلى آلة.
ابقَ يقظًا.
ابقَ إنسانًا.